تاريخ التنقيبات في أور

على الرغم من توقف الاستيطان في مدينة أور وهجرة سكانها، فقد بقيت شاخصةً في ذاكرة المارين بها، بسبب زقورتها المتفردة. ذكر الرحالة الأوربيون الموقع في وقت مبكر من القرن السابع عشر، وكانت تُعرف آنذاك باسم (تل المقير) الذي أستمدته من مادة القير المستخدمة في البناء، كما هو اسم محافظة (ذي قار) العراقية حيث تقع أور.

لم تجرِ أي حفريات مهمة في أور حتى بدايات القرن العشرين، وكانت أكثرها شمولًا حفريات البعثة المشتركة للمُتحف البريطاني ومُتحف جامعة بنسلفانيا للآثار والأنثروبولوجيا، واستمرت من  1922 إلى 1934 برئاسة تشالرز ليونارد وولي.

 بعد التخلي عنها ، تُركت أور لقوى الطبيعة ما يقرب من 2000 عام. في النهاية دُفنِت هياكل المدينة رمال الصحراء والطمي المتراكم من مياه الفيضانات، تاركة فقط أعلى مستويات الزقورة مكشوفة. زار أفراد القبائل المحليون الموقع على مر السنين.

  1- (جون جورج تايلور، 1853) حفر نائب القنصل البريطاني جون جورج تايلور العديد من الحفر وكشف الكثير من الزقورة. في البداية وصف الموقع بأنه يتكون من تل كبير، محاط بسلسلة من التلال الصغيرة، وأشار إلى أنه كان محاطًا بمياه المستنقعات أثناء الفيضانات السنوية لنهر الفرات. 

 2- (هاري ريجنالد هول، 1919)، لم يجرِ حفر الموقع مرة أخرى إلا بعد الحرب العالمية الأولى. عمل عالم المصريات والمؤرخ البريطاني هاري ريجنالد هول في أور لمدة ثلاثة أشهر عام 1919 ، عندما كشف عن بعض تفاصيل الزقورة، وكذلك المباني المحيطة بها.

3- ( تشارلز ليونارد وولي،  1922)، أجريت أولى الحفريات العلمية على نطاق واسع تحت قيادة عالم الآثار البريطاني تشارلز ليونارد وولي لمدة اثني عشر موسمًا، بين عامي 1922 و 1934، اكتشِف ما يقرب من 40 ٪ من الموقع، واصل وولي وفريقه العمل في الزقورة وحفروا أجزاء كبيرة من الموقع، وقد كَشف عن المقابر الملكية والأضرحة وأسوار المدينة والمجمعات السكنية والتجارية  والمينائين (وولي ، 1950 و1965). نشر وولي أكثر من 30 كتابًا ومقالة، بالإضافة إلى ملاحظات ميدانية مكتوبة بخط اليد تصف بالكامل أعمال التنقيب والنتائج التي توصل إليها. وقد قدم معلومات لا تقدر بثمن حول منجزات السلالات السومرية الحاكمة في اور، وتحديداً الممارسات الدينية والدفن، فضلاً عن عادات السكان. جرى إعلان  موقع أور كمدينة أثرية في 17 أكتوبر 1935. ومع ذلك ، لم تُستأنف الحفريات بعد موسم وولي الأخير. أوقفت الحرب العالمية الثانية إمكانية إجراء المزيد من الحفريات. 

الجدول: مواسم تنقيب ليونارد وولي في موقع مدينة اور( تل المقير)

الموسم الأول1922-1923
الموسم الثاني1923-1924
الموسم الثالث1924-1925
الموسم الرابع1925-1926
الموسم الخامس1926-1927
الموسم السادس1927-1928
الموسم السابع1928-1929
الموسم الثامن1929-1930
الموسم التاسع1930-1931
الموسم العاشر1931-1932
الموسم الحادي عشر1932-1933
الموسم الثاني عشر1933-1934

 تنقيبــــــــات دوائر الآثــــــــــار العراقية 

  1.  لم يعاود العمل في أور مرة أخرى حتى عام 1961، عندما نفذت مديرية الآثار العراقية مشاريع ترميم في الزقورة والعديد من المباني المحيطة. 
  2. أعمال التنقيب والصيانة ( الهيئة العامة للآثار والتراث)، جرت عمليات ترميم إضافية في عام 1999، وبوشر ايضا بحفر منطقتين صغيرتين في الموقع. 
  3. فريق المسح والتقييم العراقي – الأمريكي المشترك.  في أبريل 2009 ، قام فريق تقييم عراقي أمريكي مشترك  بعمل دراسة عن الموقع وقرر أن غالبية  المواقع بحاجة إلى معالجة للحفاظ عليها. تم اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية بين عامي 2008 و 2014 ، بما في ذلك أبراج الحراسة لمراقبة نشاط الموقع والأرصفة المصممة لإبعاد الزوار عن المناطق الأكثر حساسية، ظلت المواقع عرضة لمزيد من التدهور، لم يعاود العمل مرة أخرى حتى عام 2013، عندما قام آثاريون عراقيون بفحص المناطق التي جرى التنقيب عنها سابقًا بحثًا عن القطع الأثرية الصغيرة التي ربما أغفلها وولي وأسلافه. في أواخر عام 2015، جرى إجراء تنقيبات إضافية من قبل فريق عراقي أمريكي مشترك قام بتوسيع قسم من حفر وولي الأصلية. استمر العمل الذي قام به هذا الفريق حتى ربيع 2019 .
  4.  جولة مسح أور،  اجريت مسوحات موقعية  في شهري آذار ونيسان 2019 .

بالإضافة إلى زيارات علماء الآثار، تعرضت مدينة أور والمواقع الطبيعية المحيطة بها للاحتلال العسكري الأجنبي والمحلي. فقد وضع الطيارون البريطانيون مهبطًا مؤقتًا للطائرات خلال الحرب العالمية الأولى واستخدمت القوات البرية التلال كموقع  متقدم خلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، احتلت القوات البريطانية مدينة أور مرة أخرى لفترة وجيزة بعد عام 1945 ، ظلت المواقع الآثرية  بمنأى عن الحرب. ومع ذلك ، في عام 1971 ، وعلى بعد أقل من كيلومتر واحد غرب الزقورة، جرى انشاء مهبطً للطائرات ومنشأة عسكرية مصاحبة لها تابعة للقوة الجوية العراقية. 

خلال حرب الخليج الأولى عام 1991 ، تأثرت أور مرة أخرى بالاعمال العسكرية ، عندما قصفت طائرات التحالف القطعات العسكرية العراقية الموجودة في الموقع، بالإضافة إلى طائرتين مقاتلتين عراقيتين كانتا تقفان بالقرب من الزقورة. كما جرى إلقاء عدة قنابل بالقرب من معسكر للجيش العراقي.